من منا لا يبحث عن السعادة ويسعى لها! من منا لا يتمنى أن يستظل بظلها من شقاء الدنيا وصعابها! من منا لا يتمنى أن يطيل الوقوف عند محطاتها! إن السعادة مشتركة لدى الجميع، وحاجة أساسية وملحةٌ لا يختلف عليها اثنان، لكن لماذا لا يصلها الجميع رغم سعيهم الدؤوب، وسيرهم الحثيث غاية نحو دروبها! إن السر ٌ يكمن في الفهم الخاطئ لمفهوم السعادة الحقيقية.

فما سر السعاده الحقيقيه اهي  موجودةٌ ممكنة أم أنها محض خيال  أخيوطها مرئية لنا أم أنها غائبة في بطن المستحيل إن السعادة تنبع من أعماق الانسان، ونظرته تجاه الامور؛ لذلك قد نجد أغنى الناس تعيسا يشكو الاكتئاب والضجر، ونجد أفقرهم يحمد الله ويبتسم من أعماقه.. فالسر في قناعة الانسان فيما بين يديه، ودرجة إيمانه. والسعادة معدية تنتقل طاقتها سريعًا وبشكل ملحوظ، فكما يقوُل المثل: " جاور السعيد " فالصحبة الصالحة الايجابية أحد أهم أسباب السعادة. ستكون سعيدًا متى قررت ذلك، فمجرد حزنك على أي شيء، أو ندمك على آخر والوقوف على أطلال الخيبة لن يغير من الواقع شيئًا الاأن يزيد الامر تعقيدا وسوًء .. فمهما حدث لك أحمد الله، وتذكر نعمه التي بين يديك، وأشكره عليها فبالشكر تدوم النعم كما قال تعالى  لئن شكرتم لأزيدنكم  ، ولا تنسوا الاستغفار ففيه رزق عظيم من غيث ومال واولاد وراحة نفسية، كما قال تعالى

. ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾

تتعدد المفاهيم التي وضعت سواء من الجهات المختصه في المجال الفسيولوجي أو في مجال الطاقة الايجابية حول مفهوم السعادة، فمنهم من عرفها على أساس بيولوجي بحت أي على أنّها تنتج عن هرمون معين في الجسم يُطلق عليه اسم هرمون السعادة، ومنهم من يرى أنها تتعلق بالحالة المزاجية للشخص والتي تتأثر بشكل مباشر بالعوامل الخارجية، كتأثير الاخرين والظروف المادية والعائلية والاستقرار العام في الحياة.

التعليقات