- الأربعاء 16 أبريل 2025 - 14:58
- منوعات
- 519
بقلم: نجوى الأمير
في زمن تتزايد فيه النزاعات وتتساقط فيه الأرواح على مذبح السياسة والمصالح، يصبح من الضروري أن نقف وقفة ضمير نسأل فيها: إلى أين يأخذنا كل هذا الدم؟ أنا ضد الحرب، ضد الدم، ضد كل أشكال العنف، وأؤمن أن الإنسان خُلق ليبني لا ليهدم، ليُحيي لا ليقتل.
الحروب... من يُشعلها ومن يدفع الثمن؟
عبر التاريخ، اندلعت الحروب لأسباب متباينة، تبدأ بشعارات كبرى وتنتهي بمآسٍ إنسانية كبرى. الطمع في السلطة، الرغبة في التوسع، أو حتى النزاعات العقائدية؛ كلها كانت وقودًا لنيران لم تبقِ ولم تذر. ومع كل حرب، يتكرر المشهد ذاته: ضحايا من الأبرياء، تشريد، فقر، جوع، وذاكرة مشبعة بالخوف.
التاريخ المزور... حينما يكتب المنتصر القصة
"التاريخ يكتبه المنتصرون"، مقولة شهيرة تختصر معضلة كبرى. فكم من حقيقة تم تشويهها؟ وكم من صوت تم إسكاتُه لأنه لا يتفق مع الرواية الرسمية؟ في كثير من الحالات، لا نقرأ في كتب التاريخ إلا وجهاً واحداً للواقع، وجهًا تفرضه القوة لا الحقيقة. تزوير الحقائق لا يقل خطورة عن الحروب ذاتها، لأنه يبررها ويمنحها شرعية زائفة أمام الأجيال القادمة.
أين العالم العربي من كل هذا؟
رغم اشتعال الصراعات في بقاع متعددة من العالم، يظل الموقف العربي – في كثير من الأحيان – متسمًا بالصمت أو الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار. في عالم يُسفك فيه الدم يوميًا، لا يكفي أن نكتفي بالمراقبة، ولا أن نكتفي بالحياد. الشعوب العربية تعرف جيدًا معنى الألم، فقد عاشت مرارته، ودفعت ثمنه من حاضرها ومستقبلها. لكن ما يؤلم أكثر من الحرب، هو السكوت عنها. إن الصمت العربي تجاه المآسي المستمرة، سواء في فلسطين، السودان، اليمن، أو غيرها، لا يليق بتاريخنا ولا بقيمنا. فالسلام لا يتحقق بالكلمات وحدها، بل بالمواقف، وبالتحرك الإنساني والديبلوماسي المؤثر.
السلام... خيار لا بديل عنه
السلام ليس نداءً عاطفياً، بل هو مشروع عملي لإنقاذ ما تبقى من هذا العالم. قال غاندي: "لا يمكن تحقيق السلام عن طريق العنف، السلام هو الطريق الوحيد." علينا أن نعيد تعريف "القوة" على أنها قدرة على التسامح، الحوار، وقبول الآخر، لا على أنها تفوق عسكري أو اقتصادي.
دعوة إلى الضمير الإنساني
رسالتي اليوم بسيطة ولكنها ملحّة: أوقفوا الدم. أوقفوا نزيف الأرواح من أجل خرائط أو أيديولوجيات أو مصالح. دعونا نختار السلام، لا لأنه الأسهل، بل لأنه الأحق. لأن كل طلقة تطلق اليوم، قد تُطفئ حلم طفل، أو تُسكت ضحكة أم، أو تُنهي حضارة كان يمكن أن تزدهر.
هل حان الوقت لنكتب التاريخ بأقلام لا تنزف؟
التعليقات