• السبت 09 مايو 2020 - 18:33
  • 2448

باحث في شؤون التنمية والمجتمع المدني   

 

نظرية المليار الذهبي تلك النظرية العنصرية التي تصنف البشر  طبقات منهم من يستحق أن يعيش علي سطح الأرض وينعم بمواردها الطبيعية ، والبعض يجب إبادتة نهائياً من علي هذا الكوكب لانه سيكون حملا زائدا.   

 

تقول النظرية أن موارد الكرة الأرضية لا تستطيع أن تلبي سوى حاجات مليار نسمة فقط ليعيشوا بمستوى دخل عالي كما هو في الدول المتقدمة الغنية.   

 

وبالتالي لا يمكن أن نؤمن نفس مستوى الرفاهية لكافة سكان الأرض لأن مواردها محدودة أي أن هناك مليار شخص يستحق أن يعيش علي الأرض ويستهلك من خيراتها وينتج فيها و يتزاوج ، أما الستة مليارات الآخرون فلا فائدة منهم ويجب التخلص منهم في أسرع وقت لأنهم يستهلكون من موارد الطبيعه بدون فائدة.  

 

وبالطبع المليار الذي يستحق أن يعيش علي الأرض كما تنص نظرية المليار الذهبي هم البشر الارقي والأكثر أفاده للبشر ممن يملكون أسرار العلم والرقى والقوة والتقدم اي الجنس الأبيض من أوروبا وأمريكا اما الذين يجب التخلص منهم من البشر فهم من يعانون من جميع صور التخلف والانحطاط والبؤس و يفتقدون لكل صور التقدم ممن يسكنون دول العالم الثالث أمثال العرب والافارقة وشعوب اسيا وذلك وفقا لرؤيته العنصرية.  

 

  ووفقا لنظريتهم حول المليار الذهبي يعتبر  الفقراء عبءً على الكرة الارضية وعبء يقف ضد مشروعهم لاتمام السيطرة والتحكم في البشرية والعيش في مستوى الرفاهية المطلوب في مملكتهم المزعومه والمقرر إعلانها عند إتمام السيطرة الكاملة.

 

  وتوضح الإحصائيات ان سكان بلدان “المليار الذهبي”  يشكلون 15 % تقريبا من البشرية، لكن يستهلكون 75 بالمائة من مواردها ويلقون في البيئة المحيطة بهم 75 بالمائة ايضا من النفايات.   

 

وبنظرة متعمقة موضوعية الي ما يحدث في عالمنا في السنوات الاخيرة من فوضى في شتا مجالات الحياه يصل الي ان هناك شئ ما يدبر  في طي الكتمان والسرية ربما يكون الشئ الوحيد الذي غفلنا عنه كسبب رئيسي لتلك الفوضي هو تنفيذ نظرية المليار الذهبي.

 

  فكثيرا من المفكرين و السياسين  يعتقدون أنه بالفعل يتم تطبيق تلك النظرية الآن فيقول هنري كسنجر المفكر السياسي ووزير خارجية أمريكا السابق والعضو البارز في الحركة الصهيونية.

 

” نحن اليوم نعيش في عصر المليار الذهبي بالفعل ، ولكنهم لا يحتاجون لقتل 6 مليارات الاخرى ، فهم ينهبون ثرواتهم و يحرصون على ابقائهم متخلفين ، و ياخذوا منهم ما يريدوا دون مقابل ، اما تقليص السكان فيجب ان تكون الاولوية الاهم في السياسة الخارجية تجاه دول العالم الثالث في الوقت الحالي“   ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻴﻨﺪﻭﻥ ﻻ ﺭﻭﺵ ﻣﺮﺷﺢ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﻤﻨﺴﺤﺐ في انتخابات الرئاسة الامريكية الاخيرة "ﺇﻥ ﻫﺪﻓﻬﻢ ﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﺇﺧﻀﺎﻉ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻛﻤﺴﺘﻌﻤﺮﺍﺕ، ﺑﻞ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﻬﺐ ﺍﻟﺤﺮ ﻟﻠﻜﻮﻛﺐ ﻛﻜﻞ . ﺇﻥ ﻧﻴﺘﻬﻢ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﺘﺢ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﺑﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺇﺯﺍﻟﺔ  ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺗﻘﻠﻴﺺ ﻋﺪﺩ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺎﺭ .. ﻓﻬﺪﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، ﺑﻞ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺃﻣﻢ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻃﻼﻕ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ".

 

فحزب الشيطان ممن يسعون الي التحكم في العالم  كما احب ان اطلق عليهم وعلي تنظيماتهم السرية والتي هي متغلغله في جميع  التنظيمات الدولية السياسية  والاقتصادية والثقافية بل والسيطرة علي الكثير من الحكومات ومراكز القرار والبحث العلمي في العالم وخاصة بالدول الغنية وبالتالي التحكم في مقدرات وموارد العالم و توجيها و توظيفها لخدمة مخططاتهم الخبيثة.   

 

وبعيدا عن نظرية المؤامرة  هناك الكثير من الكوارث التي مرت على البشرية مثل مرض الايبولا او الصراعات المسلحه بافريقيا وفي أنحاء العالم وظهور الجماعات المتطرفة كان في نتائجها صور تمثل إبادة جماعية يتعرض لها العنصر البشري وفي الاونه الأخيرة صدرت تصريحات كثيرة تلمح إلى احتمالية حدوث كوارث فناء  تهدد وجود الملايين آخر تلك التصريحات تصريح بيل غيتس في مؤتمر ميونيخ 2017 للأمن حيث صرح : على البشرية أن تستعد لوباء.

 

   اذن فما صور الفوضى التي مرت بها البشرية و تعايشها منذ عقود وخاصة في السنوات الأخيرة من نزاعات وحروب وانهيار منظومة الاخلاق والثقافه  والهجوم على ثوابت الاديان السماوية وهدم بنيان الأسرة وترسيخ التخلف والجهل بصور مختلفة والصراع الاقتصادي المحموم بين دول العالم وسباق التسلح على حساب التنمية وخلق بؤر الاضطربات في أنحاء العالم.

 

بالإضافة الي ما نعايشة من كوارث طبيعية وانتشار الاوبئة او المجاعات وتهديد حياة البشر ما هي إلا مراحل مخططة ضمن مخطط تحقيق المليار الذهبي الذي يسعى له حزب الشيطان.

 

فقد استطاع حزب الشيطان مثلا  الضغط على المؤسسات الدينية في الغرب حتي  باركت زواج المثليين تحت مظلة الحقوق والحريات واعتبرته حق مشروع بل انشأت منظمات تبارك حقوقهم حتى يحدث انقراض على المدى البعيد للبشر. 

 

كما نجد ان الكوارث الطبيعية مثل اعاصير تسونامي والفيضانات والزلازل وحرائق الغابات التي قد تمتد لاشهر هي انتفاضه لمسبب بشري لهذا الحزب الشيطاني كما اوضحت الكثير من تقارير لعلماء مستقلين . بل اختراع مسببات الأمراض واطلاقها وتغيير انماط الاستهلاك والغذاء للبشر ووضع مسببات الأمراض ضمن عمليات التصنيع.

 

ويعتبر مشروع هارب نموذج لذلك حيث يمتلك القدرة على تعديل الطقس وإثارة الفيضانات والأعاصير والزلازل وحتى يمكنه أن يؤدي إلى الجفاف، وقد تم اتهام مشروع هارب بالتسبب بزلزال اليابان التي حدثت عام 2011.

 

وتشير عدد من التقارير الصحافية والدراسات حول ذلك الحزب الشيطاني بأن لديه من القدرات والامكانيات لتحقيق كل ما يخطط له من خلال العديد من التنظيمات والكيانات التي تتبعه بشكل غير مباشر كما أشارت بعض الدراسات ان هناك  لجنه سرية غير معلوم أعضائها تعرف بالحكومة العالمية تقع أعلى الهيكل التنظيمي لتنظيمه العالمي يقال انها تتشكل من مجموعة من الأعضاء الممثلين للأسر الأغنى بالعالم أمثال أسرة راتشيلد  وهي الأسرة التي تمتلك وفقا لاحد التقارير 3تريليون دولار استثمارات حول العالم ما يجعلها تدير البنك الفيدرالي الأمريكي.

 

والسؤال هنا اذا كانت تلك الرؤية لأسباب الفوضى التي نعايشها سليمة؟ فماذا نحن فاعلون؟

 

فقد اثبتت التجربة ان تحرك الدول بشكل فردي من أجل حماية مصالحها في زمن يتصف  بالتكتلات الدولية اثبت فشله خلال السنوات الماضية لانه مهما بلغت الدولة من القدرات ففي النهاية وسط هذا التحدي فهي تعتبر كالغنم الشارده عن القطيع يسهل الإيقاع به فما هو قادم خلال السنوات القليلة القادمة سيكون صعب على الجميع.

 

فإن لم يفيق العرب والمسلمين لمواجهة ما يخطط لهم بما ان اغلبهم يقع ضمن دول العالم الثالث المستهدف وخاصة وان الله قد حبا اراضيهم بمخزون اقتصادى من الموارد الطبيعية بالإضافة الي الموقع المتميز ما يجعلهم في قلب الأحداث والمؤمرة.

 

لذا يجب على الانظمة والشعوب العربية والاسلامية العمل على حل المشكلات والخلافات والنزاعات الداخلية في أسرع وقت وكذلك النزاعات التي فيما بينهم كدول والانتقال من المصلحة الخاصة الضيقة المؤقتة الي المصلحه المشتركة الدائمه والدعوة للاتحاد والتعاون والتكامل لمواجهة ما يمكن أن يهددهم وان تكون هناك اراده لدى الجميع نحو تحقيق ذلك فالاعتماد على مصدر قوه او مورد وانه سيكون المخرج والمنقذ لتلك الدولة من ذلك المخطط لن يجدي فالقادم سيكون اكبر وأصعب من قدرات اي دولة منفرده.

مواضيع مرتبطة

التعليقات