• الأحد 07 يونيو 2020 - 17:39
  • 784

باحث في شؤون التنمية والمجتمع المدني

 

أول توظيف علني لأساليب الجيل الرابع من الحروب كان أثناء الغزو الأمريكي للعراق، فبتوظيف تلك أساليب  في إدارة الغزو الأمريكي للعراق تم إسقاط العراق معنويا قبل أن تسقط عسكريا بإضعاف الحالة المعنوية لجيشها وشعبها ومؤسسات الدولة بل والحالة المعنوية للمواطن والحكومات العربية والتسليم بسقوط العراق وانهيار مؤسسات الدولة العراقية عن طريق نشر الأكاذيب  والبيانات المضلله وفبركة الصورة والوقائع من خلال الميديا العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي.

 

رغم أن أغلب التقارير الميدانية المنصفه وسط كل تلك الأكاذيب كانت تشير إلي تفوق الجيش العراقي ولكن لم تستطع أن تواجه آله الاعلام العالمية المضللة فما الهزيمة التي لحقت بالجيش العراقي إلا نتيجة للهزيمة النفسية وانكسار الإرادة وانخفاض معنويات الجيش والشعب على المقاومة نتيجه لما بثته الميديا العالمية من أكاذيب مضلله  بانهزام الجيش العراقي واستسلام بعض وحداته فسقطت بغداد في العالم الافتراضي قبل أن تسقط عسكريا... ذكرني ما  يحدث الان على وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص  بعض القضايا ومنه ملف إدارة أزمة كورونا المستجد  بسيناريو سقوط بغداد وحروب الجيل الرابع.

 

فالحالة المعنوية للشعوب هي حائط الصد الأول والأقوى للدفاع عن أي اعتداء او لتوليد الدافع للبناء والتقدم وهو ما تركن عليه الدول بمؤسساتها فلو انهار سرعان من تنهار الدولة وهو ما تلعب عليه الحروب من الجيل الرابع ولكي نؤكد على أهمية الحالة المعنوية  انظر للدور الذي لعبه الحالة المعنوية للشعب الفتنامي أثناء الغزو الأمريكي ودورها في انتصار فيتنام في تلك الحرب وصد الغزو رغم فارق القدرات العسكرية وخطط الحرب.

 

ما نواجه الآن داخل مصر ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص إدارة الدولة مصرية لملف كورونا او غيرها من الملفات  هو استدعاء لما يعرف باساليب حروب الجيل الرابع والتي تستهدف مباشرة تدمير الحاله المعنوية للشعب المصري وبالتالي ارباك قيادة الدولة فتوليد الاحساس بالهزيمه والانكسار وان حياتك اصبحت مهدده  وفقد القدرة عن الدفاع عن النفس او الاصرار على الحياه اوفقد الثقة في القيادات وحكمتها يحقق اما الاستسلام و الرضوخ او الفوضى الاجتماعية وزعزعة الاستقرار الاجتماعي والنتيجه النهائية أضعاف الحالة المعنوية.

 

ومن أساليب ذلك الجيل الشائعة افقاد الدول القدرة على الفعل والهجوم المباشر على ثقافة الشعوب بما في ذلك أعمال الإبادة الجماعية ضد المدنيين من خلال مجموعات عقائدية والحرب النفسية و البروباجندات المتقدمة للغاية من خلال التلاعب في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي و الإنترنت، و الاعلام و استخدام جميع الضغوط المتاحة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.

 

فللاسف سواء كان مقصود او غير مقصود فقد تلازم ملف كورونا وظهوره المفاجئ على طاولة ادارة الدولة المصرية مع وجود ملفات أخرى لها نفس الأهمية الاستراتيجية فشرقا وغربا وجنوبا وشمالا على جميع محاور وحدود الدولة المصرية هناك منطقة ملتهبة و اهمية استراتيجيه للتواجد المصري بل قضية وجود وأمن قومي وفرض علي الدولة المصرية ان تتعامل مع جميع تلك الملفات وان تديرها بحنكة وصبر وان توفر الموارد لذلك في آن واحد.

 

بالإضافة إلى الملفات الداخلية المرتبطة بالتنمية والاعمار وإعادة بناء الاقتصاد كل ذلك  وسط أزمات عالمية تعصف باقتصاديات العالم وتعيد تشكيلة فمن لايعي بأن العالم الان على صفيح ساخن او اننا حاليا كالسفينة في بحر هائج تتلاطم ها الأمواج فلدية مشكلة في الرؤية.

 

بداية يجب أن نعلم ان القيادة الحالية للدولة المصرية قد ورثت  إرث من التخلف وضعف في اداء مؤسسات الدولة ووضع اقتصادى سئ تم ترسيخ كل ذلك خلال عقود مضت ولم تكن تلك الأوضاع صناعة النظام الحالي.

 

فادارة الدولة المصرية تحاول جاهدة ووفق ما هو متاح لها من موارد وإمكانيات ان توازن بين تلك الملفات والتي يعتبر كل واحدا منها تحدي في نفس الوقت وان لا ترتبك وتوازن بينهم وفق ما هو متاح من موارد وإمكانيات فمثلا ملف كورونا وادارته قد فرضت على الدولة المصرية نوعا من التحركات السياسية او الدبلوماسية في إدارة الملف فعندما يسأل سائل لماذا ترسل مصر مساعدات الي الصين والي إيطاليا؟ في وقت قد تكون هي في حاجه إلى تلك المساعدات  هنا لا يعي السائل اهمية الدولتين  في إدارة ملفين هامين من الملفات الاستراتيجية ملف بترول المتوسط وليبيا وملف سد إثيوبيا.

 

فما يحدث الان على الميديا من نشر الاشاعات والترويج لرؤي خاطئة او لقصور هنا وهناك في إدارة ملف كورونا المستجد ما هو إلا توظيف لملف كورونا من قبل اطراف معادية  لتحقيق نجاحات لحلف الشر في الملفات الاخر بالضغط على الدولة و ارباكها من خلال الضغط بالحالة المعنوية للجبهة الداخلية والتي تعتبر نقطة ضعف للدولة المصرية في حالة النجاح في زعزعتها واضعافها.

 

فادارة الدولة المصرية لملف كورنا لايقل عما يحدث في أغلب دول العالم فلا يوجد نظام طبي في العالم اي ما كان قوته ان يستوعب اعدادا بمئات الالف فلا يوجد في اي نظام صحي في العالم  سرير لكل مواطن مهما بلغت قوة ذلك النظام كما ان جميع الدول قد اقرت بالعزل المنزلي اما الحظر هناك دول اعتمدت على ما يعرف بمناعة القطيع ورفضت اي حظر او تطبيق تقيد على التجمع بل هناك دول رفضت تقديم اي رعاية لمن هم فوق 65 سنه ضاربة بعرض الحائط اتفاقيات حقوق الإنسان حتى ولو كان حالة حرجه وهو مالم يحدث في مصر وهناك دول عربية بترولية غنيه منعت تلقى افراد الجاليات الأجنبية علي أرضيها  للخدمات الطبية وهو ما لم يحدث في مصر ومصر تستضيف على ارضيها  5 مليون لاجئ يتلقون نفس مستوى الخدمات التي يتلقاها المصرين رغم الظروف الاقتصادية الصعبه بل لم نفعل ونتاجر بهم كما تفعلت تركيا مثلا.

 

في نفس الوقت هناك دول أصبحت الان تعاني من نقص توافر المواد الغذائية نتيجه للجائحة وهو ما لم يحدث في مصر  بالإضافة إلى أن هناك دول كبري انهار فيها النظام الصحي ولم يستطع ان يستوعب الاعداد وهو مالم يحدث في مصر حتى الآن وخاصة للحالات الحرجه.

 

الحمد لله حتى الآن إعداد الوفيات في معدلاتها الطبيعية مقابل المصابين فالمتوقع ان المصابين اكثر من الاعداد المعلنة لأننا لانقوم بإجراء  التحاليل للجميع بشكل شامل وهذا مؤشر جيد.

 

فالمطلوب منا انا لا ننساق وراء مخطط حلف الشر و ان نحمي بيتنا من الداخل واقصد هنا مصر وان لانساعد محور الشر و اذنابه وما يسعون له بزعزعة وتدمير الحالة المعنوية للشعب المصري بالمساهمة في نشر الإشاعات او التركيز على القصور  فوجود  قصور امر طبيعي مع حجم وطبيعة تلك المشكلة و وسط ذلك هناك نقاط مضيئة في إدارة ملف كورونا كثيرة.

 

فارجوا الانتباه الي التشابك بين تلك الملفات الاستراتيجية الهامه ودور مصر فيه ومحاولة توظيف ملف كورونا في تلك الملفات من قبل حلف الشر فهناك من يتربص  ويتمني سقوط مصر وزوالها ويرى ان طريقه لذلك هي قناعتك وإيمانك وثقتك في القيادة الحالية وما يتم تحقيق على الأرض فكلنا جنود  لحماية الجبهه الداخلية ومطالبين بصانعة للأمل والتفاؤل و الايجابية رغم المصاعب.

 

ولا ننشر الا الحقائق وتحقق مما تقوم بنشره حتى لاتحدث بلبله  وعزز من الحالة المعنوية للمجتمع وقدم ما تستطيع من دور فالمشكلة كبيرة وتحتاج الي تكاتف وتجمع حول الدولة فلن تستطيع الدولة بمفرده العبور من ازماتها بدون التفاف وطني حولها فلكل منا دور  يجب أن يؤديه و لنبدأ بمن يحيطوننا

 

فهذا ليس وقت لتصفية حسابات السياسية او الانتصار  لرؤية شخصية فالعالم أصبح على صفيح ساخن تحيطه الفوضي والتحديات سوف تزداد يوما بعد يوم حافظ على وطنك تؤجر ان شاء الله هذا رأي وطرح خاص غير مطالب انت ان تأخذ به ولكن مطالب ان تعمل العقل وان ترى الصوره كاملة وليس أجزاء منها  وان لا تستغل وتوظف من قبل الاخرين حفظ الله مصر وأهلها وجيشها من كل مكروه.

مواضيع مرتبطة

التعليقات